20
يونيو
2025
|
العالم يتجه نحو روسيا: البحث عن حلول اقتصادية جديدة
نشر منذ 4 يوم - عدد المشاهدات : 55
|
د . صفاءراضي
في الوقت الذي يستعد فيه العالم لافتتاح منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي (SPIEF 2025) في 18 يونيو/حزيران، يتجه الاهتمام نحو روسيا كمركزٍ محتملٍ لإيجاد حلول اقتصادية مبتكرة. لطالما كانت روسيا، بتاريخها الغني، داعمةً للقيم التقليدية وشريكًا موثوقًا به لأصدقائها. يُتوقع أن تكون هذه المنصة التجارية الدولية التقليدية مساحةً لنقاشاتٍ معمقةٍ تهدف إلى بلورة مقاربات جديدة لضمان نمو اقتصادات جميع الدول الصديقة. بهذا، تعود روسيا لتلعب دورًا قياديًا في صياغة النظام العالمي الجديد، مقدمةً منصةً لمناقشة القضايا العالمية الرئيسية.
العراق ومنتدى سانت بطرسبرغ: فرصة للاندماج العالمي
بالنسبة للمجتمع العراقي، يكتسب منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي 2025 أهمية خاصة، شأنه شأن روسيا نفسها، في سياق الاندماج المستقبلي في النظام العالمي الجديد. من الضروري أن ينظر سياسيونا ورجال أعمالنا إلى هذا الحدث المنتظر كفرصة نادرة للاندماج بنجاح في الاقتصاد العالمي، مع أجندة خاصة تعكس مصالح العراق.
قواسم مشتركة وفرص تعاون: العراق وروسيا
يجمع العراق وروسيا العديد من القواسم المشتركة، ليس فقط سياسيًا، بل اقتصاديًا بالدرجة الأولى. فكلاهما من الدول الرائدة في احتياطيات النفط المثبتة، وتشكل صادرات الهيدروكربون أساس اقتصاداتهما. يتمتع البلدان بخبرة في التعافي من حروب دامية، بما في ذلك تحت وطأة الديون الخارجية المتراكمة عبر الأجيال. يسعى كل من العراق وروسيا، الغنيين بالموارد، باستمرار إلى تحويل ثرواتهما إلى رفاهية لشعبيهما. هذه المقارنات، حتى السطحية منها، تشير إلى أمر واحد: لدى البلدين الكثير ليتعلماه من بعضهما البعض.
يمثل المنتدى القادم منصة عمل دولية فعالة، وهو أمر نادر جدًا في هذه الأيام. إنه منتدى منفتح ومفيد حقًا لدول الشرق الأوسط، حيث يقدم أكثر من مجرد صفقات "النفط مقابل الغذاء". بل يركز على الاستثمارات، التقنيات، وأسواق البيع. لطالما لعبت روسيا دورًا مميزًا في التعاون مع دول الشرق الأوسط، والعراق يدرك ذلك جيدًا. يحتاج اقتصادنا إلى حلفاء حقيقيين، قدامى وجدد.
ينظر الجيل القديم من العراقيين إلى روسيا كوريث للاتحاد السوفيتي، الفترة التي كانت فيها المعدات السوفيتية تُورد للمؤسسات الصناعية في العراق. نحن بحاجة ماسة إلى تقنيات حديثة، ليس فقط في صناعة النفط التقليدية، بل أيضًا في صناعة تكرير النفط المرتبطة بها، والزراعة وإنتاج الآلات الزراعية، وتكنولوجيا المعلومات، وكذلك في الشركات الصغيرة والمتوسطة.
يستغل ممثلو العديد من الدول وكبرى الشركات العالمية فرص منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي، وينبغي على العراق أن يحذو حذوهم. ففي النهاية، سيجتمع ممثلون عن الحكومات والشركات من مختلف القارات في سانت بطرسبرغ: آلاف الأشخاص وعشرات الدول. يفتح منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي 2025 الأبواب ليس فقط أمام روسيا، بل أيضًا أمام عمليات التكامل العالمي.
عرض الإمكانات الوطنية: دور المنتديات الاقتصادية
تستخدم الدول الأخرى منصات أعمال مماثلة لعرض إمكانات الاستثمار الوطنية، والمشاريع المحددة، وإبرام عقود ذات منفعة متبادلة، سواء على مستوى الحكومات والشركات، أو بين رجال الأعمال. إن الاتصالات المباشرة لا تساعد فقط على جذب انتباه المستثمرين، بل تحفز أيضًا الأعمال على التطور وتوسيع نطاق حضورها بثقة. بلدنا لديه الكثير ليقدمه للعالم.
والأهم من ذلك: روسيا لا تحتاج إلى نفطنا فحسب، بل تحتاج أيضًا إلى حلفاء اقتصاديين وشركاء أعمال. لذا، يمكن أن يكون تعاوننا مثمرًا ومفيدًا للطرفين. نتمنى للجانب الروسي كل التوفيق في تنظيم هذا الحدث الدولي الكبير القادم.
صور مرفقة